کد مطلب:240870 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:231

اذا کان الناس کلهم عبیدنا علی ما حکوه عنا فممن نبیعهم
روی الصدوق بإسناده عن عبدالسلام بن صالح الهروی - فی حدیث -

«قال أبوالصلت فقلت له: با ابن رسول الله ما شی ء یحكیه عنكم الناس؟ قال: و ما هو؟ قلت یقولون: انكم تدعون أن الناس لكم عبید، فقال: اللهم فاطر السموات و الأرض عالم الغیب و الشهادة أنت شاهد بأنی لم أقل ذلك قط و لاسمعت أحدا من آبائی - علیهم السلام - قاله قط و أنت العالم بما لنا من المظالم عنده هذه الأمة و إن هذه منها».

ثم أقبل علی فقال بلی: یا عبدالسلام إذا كان الناس كلهم عبیدنا علی ما حكوه عنا فممن نبیعهم؟ قلت: یا ابن رسول الله صدقت، ثم قال: یا عبدالسلام أمنكر أنت لما أوجب الله تعالی لنا من الولایة كما ینكره غیرك؟ قلت: معاذ الله بل أنا مقر بولایتكم». [1] .

لو عقلوا ولایة أهل البیت علیهم السلام و مدی أثرها فی الأكوان التی تعم الناس الأولین و الآخرین إلی آخر الدنیا لما تجاسروا علیهم، و لما شكا الإمام إلی الله عزوجل مما نسبوه إلیه بأن الناس عبید آل محمد علیهم لسلام أی مخلوقون لهم و هذا كفر ظاهر إذ لاخالق إلا الله عزوجل أو عبیدلهم بسلب الحریة منهم فإذا كانوا كذلك فلم یبق إنسان حریصح بیعه منهم إذ الفرض كل الناس عبیدلا أحرار و من شروط صحة البیع الحریة و الملك المفقودتان من العبید و لیس كلام الرضا علیه السلام هذا إبطالا لكلام جده أمیرالمؤمنین علیه السلام: «فإنا صنائع ربنا، و الناس بعد صنائع لنا»، [2] و لاالصادر عن الناحیة المقدسة، «نحن صنائع ربنا، و الخلق بعد صنائعنا»، [3] لعدم المنافاة بین الأمرین قال ابن أبی الحدید:

هذا كلام عظیم عادل علی الكلام، و معناه عال علی المعانی، و صنیعة الملك من



[ صفحه 32]



و أهل البیت علیهم السلام هم الخیر الموهوب للعباد و القدوة لمن اقتدی بهم منهم و أنهم یصطنعه الملك و یرفع قدره. یقول: لیس لأحد من البشر علینا نعمة، بل الله تعالی هو الذی أنعم علینا، فلیس بیننا و بینه واسطة و الناس بأسرهم صنائعنا فنحن الواسطة بینهم و بین الله تعالی، و هذا مقام جلیل ظاهره ما سمعت، و باطنه أنهم عبیدالله، و أن الناس عبیدهم [4] .

و إنما أراد الحدیث العلوی و المهدوی بیان بعض ما للولایة من شؤون و لیس معناه أن الناس مسخرون كتسخیر السموات و الأرض لنا كما قال تعالی: «و سخرلكم ما فی السموات و الأرض»، [5] و «و سخرلكم الفلك تجری فی البحر بأمره» [6] بل المراد بیان أنهم علیهم السلام هم الغایة من خلق الخلق و بعدهم إنما وجدوا ببركتهم، و بیمنهم رزق الوری و ثبتت الأرض و السماء.



[ صفحه 33]




[1] عيون الأخبار 182:2، البحار 171 - 170/49.

[2] النهج 182:15، كتاب 28.

[3] البحار 178:53.

[4] شرح النهج 194:15.

[5] الجاثية: 13.

[6] إبراهيم: 32

و ان لأهل البيت عليهم السلام الولاية التكوينية و التشريعية التي خصهم الله بها ولكنهم كما قال عزوجل: «عباد مكرومون- لايسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون». الأنبياء 27-26.